على إثر الهجمة التي أعلن عنها وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير، والتي طالت أربع قرى وبلدات عربية في النقب اليوم الأربعاء، عقد رؤساء السلطات المحلية العربية في الجنوب، مساء اليوم، جلسة طارئة في بلدة حورة، وقرروا معا تجنيد أكبر عدد ممكن من المتظاهرين في الوقفة الاحتجاجية – الساعة 10:30 من صباح يوم غد الخميس أمام مجمع الدوائر الحكومية بمدينة بئر السبع.



وبدأت الجرافات، بوجود طائرة مروحية، بهدم أربعة منازل لعائلة السعايدة بقرية سعوة المعترف بها ومتواجدة داخل الخط الأزرق، ومن ثم قامت بهدم منزلين لعائلة الصرايعة في قرية الباط مسلوبة الاعتراف، وبعدها توجهت إلى بلدة تل السبع حيث هدمت بيتا من الخشب لعائلة محمد حمدية، بادعاء أنه بُني على أرض عامة، علما أن البلدة تعاني من أزمة سكن خانقة جدا وتنقصها مئات قسائم البناء. ولم تتوقف الجرافات عند هذا الحد، بل استمرت في ما يشبه "عرض للوزير" باتجاه قرية بئر هدّاج المعترف بها، وقامت بهدم بيت تقطنه أسرة من ستة أشخاص ومقهى.وفي أعقاب هذه الهجمة، التأم أربعة من رؤساء السلطات المحلية العرب في النقب في اجتماع طارئ، وأصدروا بيان "الصمود في وجه الظلم"، جاء فيه أنه "على إثر الهجمة الشرسة اليوم الأربعاء على نقبنا الحبيب، اجتمع بعض رؤساء السلطات المحلية في النقب وأصدروا هذا البيان، وهو أن مطلب الساعة الاجتماع والوحدة ورفض كل السياسات الظالمة من هدم للبيوت، وحرث للمحاصيل، وتحريش للأرض، وهذا التصعيد في عمليات الهدم اليوم في سعوة، الباط، تل السبع وفي بئر هدّاج هو أكبر وأخطر مما يمكن التعبير عنه بأي لغة".



وأتفق الرؤساء العرب على التالي: المشاركة غدًا الخميس بقوة في مظاهرة بئر السبع الساعة العاشرة والنصف 10:30 ودعوة كل الأهل في النقب اليها أمام مكاتب الحكومة؛ ترتيب وتجنيد حافلة ودعوة كل الموظفين في المجالس والبلديات للمشاركة؛ توجيه رسالة شديدة اللهجة لكل من رئيس الحكومة (نتنياهو) ووزير العدالة الاجتماعية (شيكلي) موقّعة باسم كل الرؤساء في النقب".



وكان بن غفير تفاخر عبر حسابه على الفيسبوك من أنه "بدأ عهد إنفاذ القانون في النقب"، وتعهد باستمرار هذه الهجمة الشرسة من أجل "إعادة القانون إلى كافة أنحاء إسرائيل"، على حد تعبيره.



وكتب المتطرف بن غفير على صفحته متفاخرا: "هدم رجال وحدة يوآف التابعة للشرطة الإسرائيلية اليوم مبنى غير قانوني بالقرب من بلدة حورة في النقب. لقد ولت الأيام التي كان فيها النقب الفناء الخلفي لدولة إسرائيل. لا أرض لأحد بدون قانون وحكم. لا مزيد من الإجراءات التجميلية لتدمير بيوت الصفيح لأغراض العلاقات العامة. لا مزيد من الموافقة الضمنية على الاستيلاء العدائي على أراضي الدولة. نحن ننتقل من سياسة الاحتواء وإضاعة الوقت حتى لا نمس بالوضع القائم (الستاتسكو)، إلى سياسة العمل الحازم وإنفاذ القانون في جميع أراضي دولة إسرائيل"!.



الحكومة تختبر وحدتنا



من جانبه، أعرب النائب وليد الهواشلة عن القائمة الموحّدة عن غضبه إزاء مشاهد هدم البيوت في قرية سعوة، حيث تأتي هذه العمليّات استمرارًا لتصعيد الحكومة في هدم بيوت العرب في منطقة النقب.



ووصف الهواشلة هذه الإجراءات بأنّها "بنيويّة متجذّرة في فكر ومعتقدات المركّبات الحكوميّة، وأنّ هذا الهدم لن يكون الأخير، بعد أن أعلن وزير الأمن القومي عن نيّة الحكومة في استمرار عمليّات الهدم حتّى خلال شهر رمضان".



ودعا الهواشلة إلى أكبر تجمهر أمام الدوائر الحكومية في مدينة بئر السبع وختم قائلا: "الحكومة تختبر وحدتنا. التحرّك الميداني أصبح ضرورة ملحّة أكثر من أيّ وقت مضى، وحضورنا غدًا للمظاهرة أمام الدوائر الحكوميّة في بئر السبع الساعة 10:30 صباحًا هو فرض على كلّ عربي في منطقة النقب. ستكون لنا كلمة وصرخة، ولن ندّخر جهدًا ولا وسيلة قانونيّة في سبيل إيقاف هذه الجرائم".



جرائم الهدم ستشعل فتيل المواجهة



وقال النائب عن الجبهة والعربية للتغيير، يوسف العطاونة، إنّ "حكومة الهدم والتشريد العنصرية ارتكبت اليوم جريمة إنسانية إضافية بحق الأهل في سعوة، وقبل حوالي أسبوع جريمة هدم سبعة بيوت لعائلة الغول في عرعرة النقب، لتترك خلف الأنقاض عائلات بكاملها من الأطفال والنساء والشيوخ دون مأوى بالإضافة لجرائم التجريف والتحريش وإبادة المزروعات".



وتابع قائلا إن "التنكيل بـ36% من المواطنين العرب في النقب واستفزازهم وفرض حالة عدم الاستقرار ستشعل فتيل المواجهة وتوتير الأجواء ضد سياسة التمييز والتطهير العرقي"، مطالبا الجميع بالتواجد أمام الدوائر الحكومية للذود عن الأهل في النقب.



ودعا العطاونة الجمهور في النقب والمجتمع العربي عامة والقوى الديمقراطية اليهودية ومؤسسات حقوق الانسان إلى الاستنفار للدفاع عن سكان النقب العرب وحقهم بالأرض والمأوى كباقي سكان البلاد.

الكلمات الدلالية :